Thursday, August 11, 2011

النقال أثناء القيادة يسبب الحوادث

النقال أثناء القيادة يسبب الحوادث

التحدث في الهاتف أثناء القيادة يفقد السائق التركيز (الجزيرة نت)
أسامة عباس-براغ
أكدت دراسة حديثة أعدتها جامعة مدينة أولوموتس التشيكية أن أغلب طرق التحدث عبر الهاتف النقال أثناء القيادة تتسبب بحوادث سير خطيرة حتى مع استخدام جهاز السماعة عن بعد دون الإمساك بالهاتف، لانشغال المخ بالحديث في حين يبقى التركيز على تعليمات القيادة ضعيفا جدا.
ويقول معد الدراسة الطبيب النفسي راديم بادوشيك إن السائق رغم إمساكه جيدا بمقود السيارة، فإن استخدامه جهاز السماعة (هاندز فري) والتحدث مع شخص اَخر يشعره بالأمان المزيف، الأمر الذي يجعله يسترسل في الحديث وبنسبة تصل الى 60% من قلة الإدراك، مشيرا إلى أن تأثير هذه الحالة وخطرها يكاد يكون أسوأ من قيادة السيارة تحت تأثير الخمور.
وأظهرت دراسة أجريت على حوالي 25 متطوعا، تساو بالنسب تقريبا بين الأشخاص الذين تحدثوا بشكل مباشر عبر الهاتف النقال، وبين من تحدثوا عبر السماعة فقط، من حيث عدم الانتباه وضعف التركيز أثناء القيادة، كعدم تذكرهم للطرقات الفرعية ولافتات مثل انتبه-تمهل-توقف، وغيرها من الاشارات الضرورية.
وبينت الدراسة على سبيل المثال أن الذين تحدثوا عبر السماعة وكانوا يقودون السيارة بسرعة 70 كلم في الساعة استخدموا الفرامل بعد أن قطعوا مسافة 22 مترا في 1.2 ثانية، أما الذين لم يستخدموا النقال فقد استخدموا الفرامل بعد تسعة أمتار فكان الفرق بينهما 13 مترا، في حين أن الذين تحدثوا بالهاتف مباشرة دون سماعة فكان رده الفعل عندهم متأخرا بفارق 18 مترا مقارنة بمن لم يتحدثوا بالهاتف.
وقال رئيس العيادة النفسية لدائرة براغ السابعة الطبيب يرجي تيل إن حالة الوعي الكامل أثناء الاسترسال في الحديث تأخذ الحيز الأكبر من التفكير وتختلف من شخص لآخر، فالبعض يبذل الجهد ويحاول السيطرة على الحديث والقيام بأعمال أخرى، لكن تبقى النتيجة في النهاية أن انحيازهم إلى التركيز على المناقشة أكثر من القيام بالواجب العملي، لذلك يكون رد الفعل بطيئا من الحالة العادية من النشاط الذهني الكامل أثناء القيادة على سبيل المثال.
وأضاف تيل للجزيرة نت عبر الهاتف أنه يجب عدم التقليل من أهمية قيادة السيارة بشكل كامل، لأن هذه المسألة تحتاج لتركيز بنسبة لا تقل عن 90%، خاصة قراءة اللافتات والتقيد بالسرعة واستخدام الفرامل في الوقت المناسب لتجنب وقوع الحوادث.
ويشير إلى أن مسألة استخدام السائق للنقال بشكل مباشر أو عبر السماعة أو حتى التحدث مع الآخرين في السيارة أثناء القيادة، كل هذه الأمور يمكن أن تتسبب في الحوادث وبنسب متفاوتة لأن قيادة السيارة تحتاج للتفكير والاستيعاب ورد الفعل السريع والقدرة على التحكم بالسيارة بسرعة وليس العكس، لأن ذلك يساعد في إنقاذ الموقف المفاجئ والطارئ من أجل سلامة الآخرين أثناء القيادة.
ويذكر تيل أن أحد مرضاه  كان يعاني من حالة شرود الذهن فقط دون أن يتحدث بالنقال أثناء القيادة، وتسبب بعدة حوادث سير تم على إثرها سحب شهادة القيادة منه.
وقال هذا المريض إن آخر حادث وقع له كان بسبب انشغاله بالتفكير في حل بعض المشاكل، مشيرا إلى أنه لم يستعمل الفرامل نهائيا بعدما فوجئ بسيارة متوقفة أمامه وسط المدينة تريد الانعطاف نحو اليسار وتنتظر خلو الشارع المقابل من السيارات، مما جعله يصطدم بها وبسرعة 60 كلم في الساعة، ليستيقظ على إثرها في المستشفى بعد أن دخل في غيبوبة.



<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?