Saturday, September 15, 2007

رسائل الجوال تنوب عن السعوديين بتأدية الواجبات الدينية والاجتماعي




بدأ المجتمع السعودي يشهد طريقة جديدة في التعاطي مع المناسبات والحياة اليومية، تتلخص في استخدام رسائل الجوال بنوعيها القصيرة والوسائط المتعددة، لتأدية الواجبات الدينية والاجتماعية، بدلا من التواصل المباشر، الأمر الذي اعتبره البعض مؤشرا على خلق فجوة في "حميمية" العلاقات الاجتماعية.

وشهدت "الاتصالات السعودية" إرسال ما يقارب 45 مليون رسالة جوال عام 2007، في حين لم تكن هذه النسبة تتجاوز 30 مليون رسالة العام الماضي، فيما من المتوقع أن تعلن شركة "موبايلي" عن إرسال 30 مليون رسالة جوال في العام الجاري، بحسب تقرير أعده الصحفي هادي الفقيه، ونشرته الطبعة السعودية لصحيفة "الحياة" الجمعة 14-9-2007.

وتعتبر تقنية الرسائل المرسلة عبر الهواتف المتنقلة، من أكثر الوسائل التكنولوجية التي غزت المجتمع السعودي بطريقة لافتة للنظر، عطفا على حجم الإقبال عليها، بعد أن طوعها الناس لتسيير أعمالهم، وتحقيق التواصل الاجتماعي والعاطفي فيما بينهم.

وشهدت الأيام الثلاثة التي تسبق بداية شهر رمضان أرقاما هائلة من تبادل الرسائل، الأمر الذي يظهر التأثير الذي أحدثه الحراك الاقتصادي وازدحام جدول الالتزامات اليومية للإنسان السعودي، معطية مؤشرا يصفه البعض بـ"الخطير"، خوفا من حدوث تفكاكات أسرية واجتماعية داخل المجتمع السعودي.

يقول ناصر البريه الذي أرسل ما يزيد على 100 رسالة ليلة رمضان "رسائل الجوال توفر الجهد والمال والحرج الاجتماعي؛ إذ إنها تتضمن التهنئة بالمناسبة من دون أن تشغل المرسل أو المستقبل لوقت طويل بالأخذ والعطاء وتطول المكالمة".

ويدافع ناصر عن طريقته "من الممكن أن يكون هذا الشخص نائما أو في اجتماع، أو حتى لم أكلمه منذ فترة طويلة، وتأتي أسئلة أين كنت، ولماذا لم تحدثنا منذ زمن؟ والطريقة لا تحتاج إلا لوقت بسيط لكتابة الرسالة، وإضافة قائمة المجموعة التي تريد أن ترسل إليها الرسائل".

وعلى النقيض، يرفض سعد العنبر ذلك قائلا "هذه واحدة من أهم الأسباب التي ستجعلنا مجتمعا ينعزل أفراده عن بعضهم؛ لأن المناسبات الاجتماعية مثل رمضان الغرض الحقيقي منها هو التواصل وسماع الأخبار والتهنئة"، ويستطرد العنبر متهما التقنية قائلا "رسائل الجوال والإنترنت أصبحتا أسلوبا جامدا في التعبير عن المشاعر، كما تسبب إسقاطا لحميمية العلاقات الاجتماعية، وهذا لا يلغي اعترافي بأن التقنية مهمة في أشياء أخرى".

ويفسر الاختصاصي الاجتماعي إبراهيم البكري هذا الانقسام الاجتماعي قائلا "مجتمعات منطقة الخليج تملك موروثات، من أهمها تبادل التهاني في المناسبات الاجتماعية والدينية، ووجود طقوس وعادات وتقاليد خاصة بها، ولكن الوقت تغير وأصبحت عجلة الحياة أكثر سرعة عن الماضي".

ويعتقد البكري أن التقنية امتلكت وجهين، الأول سلبي والآخر إيجابي، قائلا "من جانب استطاعت أن تقرب البعيد وتساعد في التواصل، وفي الوقت ذاته سهلت لآخرين الامتناع عن التواصل بالطرق المعتادة، مثل الزيارات والاكتفاء برسالة جوال مثلا، وما يحدث أمر طبيعي تماشيا مع المتغيرات التي تحدث من حولنا، وسنشهد أنماطا اجتماعية مختلفة احتجاجا على الوضع أو تأييدا له



<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?