Wednesday, September 06, 2006
سوق الهاتف النقال تجاوز سقف الـ 15 مليون
الجزائر- رمضان بلعمري
تحت ضغط التهديدات الإرهابية من طرف ما تبقى من المسلحين في الجزائر، يبدو أن متعة الحصول على هاتف نقال بدون واسطة أو محسوبية تتجه لتصبح أكثر تعقيدا في ظل ما تردد مؤخرا عن لجوء الإرهابيين إلى استعمال الهواتف الجوالة في تفجيرعبوات وقنابل.
وفي هذا السياق، أفادت آخر المعلومات أن سلطة الضبط التابعة للبريد والمواصلات وهي هيئة حكومية مهمتها ممارسة الرقابة على نشاط الشركات العاملة في مجال الهاتف النقال، قد أخطرت الشركات الثلاثة ( موبيليس الحكومية، وجيزي المصرية ونجمة الكويتية) بضرورة تشديد الرقابة في بيع الشرائح الإلكترونية، بحيث يجب أن تحصل الشركة على نسخة من هوية الشخص الراغب في شراء خط هاتف جوال، فضلا عن ممارسة رقابة على بيع هذه الشرائح في السوق السوداء.
وتأتي هذه الإجراءات الاحترازية في وقت تجاوز سوق الهاتف النقال في الجزائر سقف 15 مليون مشترك في ظرف قياسي جدا لم يتعد أربع سنوات، كما تأتي هذه التحفظات الأمنية بعدما أفضت تحقيقات مصالح الأمن في عمليات تفجير وقعت مطلع شهر يونيو الماضي، إلى اكتشاف أن الإرهابيين استعملوا شرائح هواتف جوالة في تفجير قنبلة بمحطة نقل المسافرين بولاية بومرداس، وكانت هذه الحادثة مؤشرا مهما لدى ذات المصالح لتكثف من تحقيقاتها، في ظل ازدياد حالات الإبلاغ عن تهديدات يكون قد تلقاها مواطنون عبر الهاتف الجوال وعندما تشرع المصالح المعنية بالتحقيق تصل إلى أن صاحب الاتصال مجهول الهوية حتى وإن تم تحديد رقم الهاتف الذي تم بواسطته الاتصال.
وترى الإعلامية نائلة برحال المتابعة للشأن الأمني من جريدة "الشروق اليومي" في تصريح لــ "للعربية.نت" أن "الإرهابيين اكتشفوا طريقة جديدة لتفجير القنابل عن بعد وهو أمر يعبر عن تحول في استراتيجية الجماعة السلفية للدعوة والقتال تحديدا وهذا باعتراف مختصين في تفكيك القنابل"، وتصف المتحدثة الطريقة التي يتم بها التفجير بالقول انه "يتم حشو جهاز الهاتف النقال بكمية من المتفجرات وتوضع شيفرة، كما توضع شيفرة أخرى في هاتف نقال آخر يتم بواسطته تفجير الهاتف-القنبلة.. وهناك طريقة أخرى تعتمد على نصب فخ من خلال استعمال هاتف نقال ذي نوعية رفيعة وعندما يلتقطه شخص ما ينفجر في وجهه".
وعلى الرغم من أن مثل هذه الأخبار تفعل فعلها في الجزائريين باتجاه الحذر أكثر، وهم الذين ما فتئوا ينسون ت دريجيا سنوات الإرهاب و الجنون، فإن الإقبال على شراء الهواتف النقالة شهد شراهة كبيرة منذ عام 2002 تاريخ دخول ثاني متعامل للهاتف النقال في الجزائر ثم تم منح اعتماد لمتعامل ثالث في وقت لاحق، حيث أصبح معها ممكنا كسب هاتف جوال بعدما كان "حلما" صعب المنال، واليوم حيث تنشط ثلاث شركات للهاتف الجوال في الجزائر، فقد أصبح للتنافس على جلب مشتركين جدد أبعاد متعددة، وربما في هذا الإطار ضاعت الاحتياطات الأمنية فأصبحت هذه الشركات تتسابق فقط للإعلان عن بلوغ عتبة المليون الأول ثم المليون الثاني وهكذا دواليك حتى وإن كانت هذه الشركات تفتقد لقاعدة بيانات لمشتركيها.