Monday, February 13, 2006

سعوديات يرفضن "مقاطعة الدنمارك" وأخريات يرينها نصرة للرسول

دبي-العربية.نت
فيما لا يزال عدد كبير من الدول العربية والإسلامية تروج لمقاطعة المنتجات الدنماركية احتجاجا على نشر رسوم مسيئة للرسول (ص) في صحيفة دنماركية، تشهد المجالس النسائية السعودية بمختلف ألوانها ومشاربها جدلا واسعا، بين مؤيد ومعارض، حول جدوى هذه المقاطعة التي روجت لها رسائل الجوال وشبكة الإنترنت، باعتبار أن "المتضرر الأكبر" من ذلك هو العنصر النسائي وبالتحديد "ربات البيوت" اللواتي كانت موائدهن، وخاصة في الصباح، عامرة بهذه المنتجات.
تقول رانية عبد العزيز ضاحكة وهي تمد يدها لأخذ جبنة "البقرات الثلاث" من على أحد الأرفف "سأشتري آخر علبة من هذه الجبنة العزيزة على قلبي من قبيل المواساة في البقرة الأم".
أما إيمان باوارث التي اعتادت أن "تدلل نفسها صباح كل يوم على زبدة الرفاهية لورباك" والتي بحسب تعبيرها "كثرة السفر جعلتني اعتاد على الإفطار الكونتننتال الذي أتصور أن أهم ما فيه الزبدة"، فتعلق على الأمر لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الأحد 12-2-2006، بأنها ليست مقتنعة بجدوى هذه المقاطعة معللة ذلك بقولها "نحن نحكم على الأمور منظور ديني وإيماني محض لأننا مؤمنون في حين أن هؤلاء قوم وجوديون يؤمنون بما هو موجود ومحسوس لديهم"، وأضافت قائلة "المسألة لديهم لا تخرج عن كونها حرية تعبير لا أكثر، ليست حملة ضد الإسلام كما يحلو للبعض أن يسميها".
الخالة زينب (60 سنة) التي تعاني الأمرين نتيجة السكري وداء النقرس الذي يحرمها من أكل البقوليات، فتحاول أن تتحايل على مرضها من خلال الوصفات الشعبية والطب النبوي بعيدا عن روشتة الطبيب التي تلزمها بـ "الإنسولين الدنماركي" بالذات لجودته كما قالت ابنتها رمزية عبد الرزاق.
وتقول رمزية "في أغلب الأحيان يكون السكر مرتفعا عند والدتي بشكل كبير مما يستدعي اخذ الأنسولين بصفة دورية"، وعلى الرغم من حاجتها له إلا أنها حاولت أن تلحق بركب المقاطعين "نصرة للإسلام والرسول" بحسب تعبيرها، وهي التي لا تكف عن متابعة الأخبار العالمية وبشكل يقل مثيله حتى بين ذوي الاهتمام والعلاقة.
ولقناعة الخالة زينب بأن لا جدوى صحية من مقاطعة "الأنسولين الدنمراكي"، فقد قررت أن تمارس أضعف الإيمان "سأرمي الحليب والزبدة في القمامة ولن آكل منها".
وبين من يؤمن بجدوى المقاطعة مثل دلال السمارة التي قالت "الحمد لله نحن لا نستخدم المنتجات الدنماركية أساسا باستثناء شراب سن توب، وبالرغم من كونه المنتج الوحيد الذي يدخل بيتنا إلا أنه فور إعلان نبأ المقاطعة توقف دخوله".
ولم يتوقف أمر المقاطعة حول المنتجات الدنماركية وحدها، بل طالت النقاشات بع المنتجات السعودية المشكوك في جنسيتها برغم صراحة اللقب السعودي الذي يحمله بعضها كحليب السعودية. المعلمة علياء أبو ضبة التي عكفت منذ بدء الحملة التي شنتها وسائل الإعلام على مقاطعة كل منتج دنماركي، إلا أنها وبحسب تعبيرها استدركت منذ فترة وجيزة وتقول "لن أقاطع بغباء"، وأرجعت ذلك إلى أهمية معرفة المنتجات الدنماركية التي يجب مقاطعتها.
وفي الوقت الذي بدأت تنبت فيه بذور الشك حول بعض المنتجات السعودية مثل العصائر ومنتجات الألبان لتشملها حمى المقاطعة، أوضح أحمد المرزوقي المسؤول في شركة سدافكو السعودية "المواد الأولية مثل البودرة التي يتم الارتكاز عليها في صناعة منتجات الألبان تأتينا من نيوزلندا وهولندا".
وعن حجم الضرر الذي أوقعته مثل هذه الشائعات على كاهل المصانع السعودية علق المرزوقي "الشائعات تسري بشكل سريع فيما تأخذ عملية إيضاح الحقائق وقتا طويلاً حتى يقتنع الناس"، إلا أن عودة الأمور لنصابها والخروج من بوتقة المقاطعة التي بدأها التجار تعتمد كما أشار المرزوقي على المستهلك الذي يملك حق الخيار وبحسب تعبيره "الفيصل في ذلك عامل الجودة والنوعية".
وحول تأييد سدافكو للمقاطعة أفاد المرزوقي "نحن مع المقاطعة الواعية التي تجسدها المقاطعة الاقتصادية بدلا من حرق الأعلام والمظاهرات الغوغائية التي لا تقدم ولا تؤخر". ومع احتمال أن تؤتي هذه المقاطعة ثمارها في ظل المقاطعين المنفذين تطل من خلف الشبابيك أصوات أخرى متواطئة تتذوق بطرف لسانها جبنة بوك وتطلق الطرف الآخر منه في هجمة كلامية لكل من يحاول القول بعدم جدواها دون أن تجبر على نسيان طعم الفيتا.



<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?