Wednesday, December 22, 2004
جدال حول إعدام مغتصبي فتاة "الباندا"
ساد نقاش حاد في أوساط المجتمع السعودي إثر التحقيقات القضائية الجارية بحق 3 شبان قاموا بالاعتداء على فتاة خليجية وتصويرها عبر كاميرا هاتف متنقل، ونشر صورها على نطاق واسع عبر الانترنت. وطالب مشاركون في ساحات ومنتديات النقاش عبر الانترنت بإنزال أشد العقوبات الرادعة في حق الشبان الثلاث, وتنفيذ حكم القصاص فيهم.
وطالبت عضو جمعية حقوق الإنسان السعودية "الجوهرة العنقري" بتطبيق أقصى العقوبات على مرتكبي جريمة الاعتداء، وقالت "بتنفيذ عقوبة الإعدام على هؤلاء المجرمين سنحمي أبناء وبنات المجتمع السعودي لجعلهم عبرة لمن تسول له نفسه أن يتتبع أثرهم".
وقالت الجوهرة لـ"العربية. نت" من مقر إقامتها الحالي بباريس إن الجمعية تتابع وباهتمام قضية فتاة الباندا، وذلك من خلال لجنة الأسرة، وبأنها تدخل "ضمن العنف العائلي الذي يعد بمثابة ظاهرة عالمية"، وأشارت إلى أن دور الجمعية في قضية فتاة الباندا "يعتمد على المراقبة والمتابعة والتوعية بسبب ما أخذته من اهتمام المسؤولين والجهات المعنية في السعودية"، وأكدت أنه بعد إلقاء القبض على المعتدين فإن الجمعية لا تستطيع أن يكون لها دور غير المتابعة.
وعن تخوف المجتمع السعودي من صدور حكم مغاير لآمالهم وهوالعقوبة القصوى، قالت العنقري "القضاء السعودي مبنى على الشريعة الإسلامية ولن يتم الحكم إلا بموجب الشريعة، مشيرة إلى أنه في حالة كان الحكم "مخيبا لآمال المجتمع فإن جمعية حقوق الإنسان ستتابع القضية مع الجهات الأمنية".
وأوضحت العنقري إن فتاة الباندا تعرضت لأشد أنواع العنف بصرف النظر عن مجريات الأحداث فلقد تعرضت للإذلال والتشهير مبينة أن الجمعية تقوم بدورين في هذه القضية أولهما أمني وقد قامت الجهات الأمنية بدورها في إلقاء القبض على المعتدين والتحقيق معهم، ودور توعوي أخلاقي من خلاله تنبيه المجتمع السعودي وتحذيره من هذا النوع من الاعتداءات الجنسية.
ومن جهة أخرى طالب مصدر قضائي سعودي بالتروي قبل المطالبة بتنفيذ أحكام الإعدام على الجناة، لأن مجريات التحقيق ربما تكشف مفاجآت غير متوقعة، وأشار المصدر الذي رفض الإفصاح عن اسمه إلى أن المطالبة بتفيذ أحكام الإعدام قبل انتهاء التحقيق قد يكون لها أثرا قويا في مجريات التحقيق.
وكان مصدر أمني مطلع على مجريات التحقيق قد نفى أن تكون الفتاة قد قتلت من قبل أهلها غسلا للعار، حسبما روجه البعض. وأكد المصدر الأمني أن الفتاة ما تزال على قيد الحياة، وأن التحقيق ما زال جاريا مع الشبان الثلاثة لمعرفة ملابسات الاعتداء. مشيرا أنه فور الانتهاء من مجريات التحقيق سيتم موافاة "العربية.نت" بتفاصيل الحادثة التي أشغلت الرأي العام السعودي المحافظ.
وقد جاء هذا التصريح بعد تناقل المنتديات لأخبار عن قتل الفتاة من قبل ذويها وعن صدور أحكام في حق الشبان الثلاثة تتراوح ما بين الإعدام والسجن لمدة 17عاما، وقد أوضح المصدر الأمني أن الفتاة طالبة في إحدى المدارس الكبرى بالرياض، وقد علمت "العربية.نت" من مصادر موثوقة أن الفتاه تحمل الجنسية البحرينية،
الجدير بالذكر أن الشبان الثلاثة وهم "برجس. د" 22 عاما، و"عبد الرحمن. ق"19عاما، ويوسف.ع " نيجيري الجنسية والبالغ من العمر 24 عاما، قاموا باستدراج الفتاة، وتصويرها عارية بعد تسليط شاب نيجيري للاعتداء عليها.
وتقدم والد الفتاة لإبلاغ الجهات المعنية بعد أن اعترفت له الفتاة، وذكر المصدر لـ"العربية.نت" ترجيحه أن لا يكون هناك اختطاف وأن الجريمة عبارة "عن تصفية حسابات وإذلال وتشهير للفتاة" من قبل الشبان الثلاثة.